عيد الأضحى عبادة ورحمة

عيد الأضحى عبادة ورحمة كل سنة، ومع دخول العشر الأوائل من ذي الحجة، الناس بتبدأ تحس ببهجة مختلفة.
المساجد بتتكلم عن فضل الأضحية، الشوارع بتتزيّن بالأصوات والضحك، والكل بيفكر في الذبح والتوزيع.
لكن وسط الفرحة دي، بنسمع كل سنة أصوات بتسأل

ليه نذبح كل الحيوانات دي في يوم واحد؟
هو ده مش عنف؟ فين الرحمة؟
مش المفروض يكون إنسانيين؟ مش دي مجزرة؟!

الحقيقة إن الأسئلة دي طبيعية، وناس كتير بقت تسألها، خصوصًا مع انتشار أفكار جديدة زي “النباتية” أو حملات الرفق بالحيوان.
بس تعالوا نرجع للوراء شوية، ونفهم سوا: هو إحنا ليه بنضحي أصلاً؟

الحكاية الأصلية: الأضحية عبادة… بس مش بس كده

في البداية، لازم نفتكر إن الأضحية مش مجرد عادة أو تقليد اجتماعي… لا، دي عبادة شرّعها ربنا سبحانه وتعالى، وفيها معاني كبيرة جدًا.

الأنعام خُلقت أساسًا علشان ناكل منها وننتفع بيها.
ربنا بيقول في القرآن الكريم:

“وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ”
(سورة النحل – الآية 5)

يعني الحيوانات دي مش موجودة علشان تتفرج عليها أو تربيها بس… ربنا خلقها علشان تفيدك: تاكل منها، تستخدم جلودها، وتعيش بيها.
ففكرة إنك تذبح حيوان علشان تاكل مش ضد الرحمة، بالعكس، دي سنة من سنن الحياة.

طب ليه في العيد تحديدًا؟ وليه نذبح كلنا مع بعض؟

ربنا سبحانه وتعالى اختار عيد الأضحى علشان يكون مناسبة عظيمة الناس تتقرّب بيها ليه، وتتذكر فيها قصة سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل، والطاعة المطلقة اللي قدمها، والإيمان العظيم اللي أظهره.

وفي نفس الوقت، ربنا خلى الأضحية فرصة لي مش قادر يشتري لحمة طول السنة .

ربنا بيقول:

“فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”
(سورة الحج – الآية 28)

شوف الجمال
مش بس بذبح علشان نفسك، لكن علشان تُطعمك ، وخصوصًا البائس والفقير.

يعني لما حد يقولك: “إنتو بتذبحوا حيوانات كتير في يوم واحد!”
قوله: “آه، عشان في اليوم ده، فيه ملايين من الناس اللي مش معاهم ياكلوا لحمة… بياكلوها لأول مرة في السنة كلها!”

بس فين الرحمة؟ فين الرفق بالحيوان؟

كويس جدًا إننا نسأل السؤال ده!
وعايزك تعرف إن الإسلام هو أكتر دين نادى بالرحمة بالحيوان! مش بس كده، ده حط ضوابط واضحة:

✅ ما تذبحش قدام الحيوان التاني
✅ سنّ السكين لازم يكون حاد علشان الحيوان ما يتعذبش
✅ تقول “بسم الله” وتفتكر إن دي روح، وتكون رحيم بيها
✅ حتى إنك تسقي الحيوان قبل الذبح… عليه ثواب كبير

وسيدنا النبي ﷺ قال:

“إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِبحَة، وليُحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته”
(رواه مسلم)

فإحنا لما بنذبح، بنعمل كده بطريقة رحيمة، نظيفة، وإنسانية، مش عشوائية ولا وحشية.

طب واللي بيقولوا: “ليه تأكلوا لحمة لحمية؟ أكلين أرحم منكم!”

بص، كل واحد حر في اختياراته، ولو حد اختار يبقى نباتي، تمام!
بس مينفعش يفرض اختياراته على غيره، ولا يعتبر أكلك للحمة نوع من العنف.

أكلة سنة كونية ، وكل المخلوقات بتاكل بعض…
وحنا كبشر ربنا خلق لينا نظام وزن جيد فيه لحمة وخضار وفاكهة وكل حاجة.

والأهم؟
إحنا ما بنأكلش لمجرد الأكل، إحنا بنأكل، ونشارك غيرنا في الخير.
وده الفرق بين إنك تاكل في مطعم لوحدك، وبين إنك تذبح وتتصدق وتطعم الناس الجعانة.

عيد الأضحى = عيد الرحمة والتكافل والفرحة

تعال نلخصها:

الأضحية مش مجزرة… دي وسيلة إنسانية فرحة ورزق الناس
الأضحية مش عنف… دي عبادة رحيمة متحضّرة
الأضحية مش ضد الإنسانية… دي قمة الإنسانية، لإنها بتدخل السعادة في قلوب ناس كثيرة
الإسلام علّمنا نذبح برحمة، ونوزّع بعمق، ونفرّح بكرم

فما تخليش الناس تشوش عليك، وخليك دايمًا فاهم معنى العيد الحقيقي.

والأهم: خليك من أهل الخير دايمًا

لو قدرت تضحي، متردد.
إنت بكده مش بس بتاخد ثوابت، إنت بتفتح باب فرحة لناس يمكن كانت ناسية طموحة.
ولو مش قادر، شارك قاعدة، وانشر الخير، وكن سبب في إن حد تاني يضحي ويوزع.

موقع الاعجاز العلمى في الاديان السماوية